-->
0101 0102
4411
4422
1111

إتفاقية الأليكا وخطر الفقر والمجاعة على تونس

كلكم سمع بحكاية سنين المجاعة التي أطلق عليها اسم "التَّلَّغُودَة" والتي ضربت تونس في فترة ما من حقبة الاستعمار الفرنسي. وتتلخص الحادثة في أن سلطات الاستعمار الفرنسي قامت بإغراق الأسواق التونسية بسلع فرنسية وأوروبية ذات جودة عالية وبأسعار أقل من مثيلاتها التونسية، فتفشت في الأسواق بعدما استحسنها الشعب التونسي وباتت لا يخلو بيت تونسي منها..

لكن ذلك عاد سلبا على الحرفيين التونسيين فأفلس العديد منهم وأغلقوا أبوابهم فانتشرت البطالة بصفة مهولة، وبعد مدة بدأت البلاد تمر يمرحلة ركود اقتصادي عصيب لتضرب المجاعة البلاد حتى وصلت إلى درجة أكل فيها المواطنون نبتة برية تشبه الورم معروفة باسم "التلاغودة" والعشب بعدما أتوا على القطط والكلاب. بدأ التململ بين أوساط الشعب بعد ارتفاع أعداد الوفيات من الجوع وخاصة في الأرياف الأكثر تضررا. الاستعمار الفرنسي هو الآخر تأثر اقتصاديا، فسارع الى سحب سلعه التي أغرق بها الأسواق وشجع إعادة تدوير مصانع الحرفيين التونسيين حتى عادت البلاد تدريجيا إلى ما كانت عليه قبل الكارثة..

اتفاقية التبادل التجاري الحر المعمق "الأليكا" ALECA (Accord Libre Echange Commercial Approfondie) التي أمضاها نظام الحكم الحالي بقيادة رئيس الحكومة الفاشل جدا يوسف الشاهد، تمكن المنتجين الأوروبيين من إدخال كافة أنواع منتوجاتهم الصناعية والفلاحية والصحية إلى تونس من دون رسوم جمركية، وهو ما يعني أن المواطن التونسي سيجد النوعية والمواصفات الممتازة بأسعار مناسبة جدا بأقل من أسعار مثيلاتها التونسية، مما سيقضي تدريجيا على الصناعات التونسية وإفلاس المصانع والشركات، وفي النهاية ستنتشر البطالة لتصل أشدها، وسيخيم في الآخر كابوس المجاعة الرهيب "التَّلَّغُودَة" على تونس وستكون ضحايا هذا الاختيار عشرات المئات من الوفيات، إضافة الى دمار شامل رهيب في البنية الاقتصادية جراء انهيار البنية الفلاحية والصناعية والتجارية. أرى الكثير من السياسيين يتحدثون عن السيادة الوطنية لكنهم نسو أو تناسوا أنهم هم سبب تدهور الوضع وأنهم شؤم على البلاد والعباد... #إشترك في مدونتنا المتواضعة ليصلك كل جديد

TAG

عن الكاتب :

ليست هناك تعليقات

إرسال تعليق


2200 2211

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *